الملك للأسد: لن أتردد بهدم دمشق فوق رأسك! |
نشر موقع "يورونيوز" تقريراً لمراسلته في دمشق، زعمت فيه أن لقاءً عاصفاً جرى بين الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد منتصف شهر آذار الماضي في دمشق، قالت فيه إن الملك حذر الأسد من الحل الأمني .
وقال التقرير "إنه لما طفح الكيل لدى الملك عبدالله الثاني غادر بزيارة سرية إلى دمشق والتقى على عجل بالرئيس الأسد، وأبلغه أن الأردن عصي على المؤامرة وأنه سيهدم دمشق فوق رأسه".
وفيما يلي نص التقرير:
في اللحظة السورية الراهنة التي يجابه فيها نظام الرئيس السوري بشار الأسد خطر الإنهيار على وقع ضراوة الانتفاضة الشعبية في عموم المدن السورية، فإن مصادر سورية مقربة من الاسد قالت إن الملك عبد الله الثاني بن الحسين كان أول زعيم عربي يحذر القيادة السورية من خطورة الإتكاء بصفة مستمرة على الحلول الأمنية والإستخبارية كطرق لتنفيس أزماته الداخلية والخارجية.
فبتاريخ 10 / 1 / 2013 ابلغ مدير جهاز الاستخبارات الأردني فيصل الشوبكي الملك أن الجهاز أحبط حتى تلك اللحظة أكثر من 690 محاولة اختراق سورية للأمن القومي الأردني، وكذلك محاولات إغراق الأردن بالأسلحة المهربة والمخدرات، في تصعيد سوري للانتقام من الأردن، على خلفية الأحداث السورية وكذلك للهروب من أزماته الداخلية، حيث همس الملك بأذن الشوبكي بعد أن انتهى من تقليب الملف الذي أعده عن الاختراقات السورية ليبلغه مازحا "أول ما يوصل الرقم لـ 700 بلغني للضرورة، وسأثبت لك أن الأسد لم يكن يوما أسدا".
وفي تاريخ 25 / 2 / 2013 كما وصف المصدر أن الشوبكي أكد للملك أن الاستخبارات السورية حاولت إدخال ستة صواريخ تطلق من على الأكتاف، وكانت معدة للنقل إلى الأراضي الأردنية المتاخمة لإسرائيل لضرب أهداف اردنية وإظهار الأردن عاجزا عن حماية نفسه، إلا أن الطريف بأن الملك لم يكن قد نسي عدد العمليات السورية ضد الأردن، إذا سأل الجنرال الشوبكي بشكل مفاجئ: "وصلوا 700 يا باشا؟!.. فرد الأخير: والله ياسيدي صاروا 701، لكن العملية الأخيرة في كفة والعملية الأخيرة بكفة أخرى".
وفي تاريخ 5 / 3 / 2013 طلب الملك تجهيز الطائرة الملكية للسفر، وطلب عدم الإعلان عن الزيارة في وسائل الإعلام، مصطحبا معه عدة مسؤولين أمنيين وعسكريين، حيث طلب الملك من السلطات السورية بمجرد دخوله أجواء سوريا، إبلاغ الرئاسة السورية أن زيارته سرية، وأنه يرغب في الهبوط بمطار عسكري قرب دمشق، إذ كان يقود الطائرة بنفسه.
حال لقاء الملك بالرئيس السوري كان التجهم باديا على وجه الملك الذي بدأ بالحديث: "شوف يا أبو حافظ انت حر في بلدك وحر أيضا في مناكفة العالم كما تشاء، لكن ليس من حقك أن ترسل للأردن الصواريخ والأسلحة والمخدرات، وأنت حر في أنك لا ترى سوى سحق المدن وأقبية المعتقلات حلا لمشكلاتك مع شعبك، لكن أقسم بالله إنني صبرت أكثر من اللازم، ولذلك فإن عملية سورية أخرى ضد الأردن لن أتردد معها في هدم دمشق فوق رأسك.. وأنت تعرفني بما فيه الكفاية.. هذا الملف عندك فيه تفصيل لعمليات ضباطك الفاشلين.. وأنا في عمان ان اردتني".
حجم الذهول كان واضحا على ملامح الرئيس الأسد، الذي كان يتلعثم بشدة، أمام التهديد المفاجئ للملك، إذ حاول إطالة أمد النقاش والحوار وهو مرتبك للغاية، إلا أن الملك قاطعه: "إن أردتني لأمر فيه خير فأنا في عمان"، وغادر بعدها القصر، رافضا إلحاح الأسد في طي سبب الزيارة، وتناول طعام الغداء .